
شلوميت
Aid
وُلدتُ ونشأتُ في كيبوتس ألماني شمال إسرائيل. أُسس هذا الكيبوتس على يد الألمان الذين قدموا بعد الحرب العالمية الثانية سعياً وراء الخير في إسرائيل بعد محرقة الهولوكوست، إلا أنهم كانوا أيضاً متدينين للغاية ومتسلطين. ولأن والدي يهودي، رغبتُ بطبيعة الحال في الخدمة العسكرية بعد تخرجي من المدرسة الثانوية. عارضوا الفكرة وطردوني من مجتمعهم.
التقيتُ بزوجي المُحتمل أثناء خدمتي في الجيش. كنا متطوعتين في ملجأ للنساء، وكنا مؤمنتين. بسبب نشأتي في بيئة مُنعزلة، كانت خبرتي في الحياة العملية محدودة، وبدا لي أنه يمتلك كل ما أبحث عنه في شريكة حياتي. وهكذا، بعد عام من لقائهما، تزوجنا.
أخبرني زوجي أنه شُخِّصَ باضطراب ما بعد الصدمة بعد خدمته في الحرب اللبنانية، لكنني لم أُدرك حينها أن هذا لم يكن سوى غيض من فيض. كان لدينا أربعة أطفال (تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات) عندما بدأت معاناته تُلقي بظلالها على زواجنا. كان أصدقاؤه وعائلته دائمًا متسامحين جدًا مع سلوكه بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، لكن هذا لم يُساعده إلا على ذلك. أصبح مُستهترًا في أموالنا، مُتعاطيًا المخدرات والكحول والعنف، مُلقيًا باللوم في كل ذلك على اضطراب ما بعد الصدمة.
نشأتُ في بيئة محافظة، لذا لم يكن الطلاق بالنسبة لي خيارًا، بل كان الأمر يتعلق بالذهاب إلى الاستشارات الزوجية والنضال من أجل زواجنا. كنتُ أشعر بالخجل من مناقشة الأمر مع أصدقائي. كما كنتُ أخشى الإبلاغ عن الأمر لأنه أخبرني أن الخدمات الاجتماعية ستعتبرني شريكة في عنفه ضد الأطفال، وستأخذهم مني.
في إحدى الليالي، راودني كابوسٌ لا يزال يُطاردني كلما تذكرته. كنتُ أبكي على قبور أبنائي وأنادي بأسمائهم، فسمعتُ صوتًا في الحلم يقول: "هذا ما سيحدث إن لم تُفارقي هذا الرجل". بعد ذلك بوقتٍ قصير، غضب من أمرٍ ما ونحن في المنزل، وقال لي: إن لم أغادر مع الأطفال فورًا، فسيقتلنا جميعًا. حزمتُ أمتعتي في غضون ساعة، وهربتُ إلى منزل والديّ.
ازداد إدمانه للمخدرات سوءًا؛ فقد لحق بنا إلى منزل والديّ وهددنا جميعًا. دعوتُ الله أن يفرج عنا، وفي أحد الأيام وصلتني رسالة تُعلمنا أن أمام زوجي أسبوعين لسداد ديونه وإلا فلن يُسمح له بمغادرة البلاد (وهو قيد شائع يُفرض على الإسرائيليين الذين لديهم فواتير مستحقة). أجابني أنه يريد الذهاب في إجازة ومغادرة البلاد. الخبر السار هو أنني كنت أعلم أنه لن يعود أبدًا لسداد تلك الفواتير، وأنني وأطفالي سنكون أخيرًا بأمان. أما الخبر السيئ فهو أنني بقيتُ مع جميع ديونه - مئات الآلاف من الشواقل! سعتُ إلى إعلان إفلاسي، ولكن عندما سمع القاضي قصتي، أمر وكالات تحصيل الديون بشطب اسمي من قائمة الديون. كان ذلك نصرًا، معجزة حقيقية!
كنت أعمل في مجال العلاج بالتدليك، مما وفّر لي ساعات عمل مرنة، وأعيل الأطفال، وكان لديّ ما يكفي من المال لأُخضع نفسي وأطفالي للعلاج النفسي لنتجاوز صدمتنا. جربتُ أنواعًا مختلفة من العلاج، لكن أطفالي ظلّوا يعانون، وكانوا يستيقظون بانتظام من الكوابيس ليلًا.
عندما قال لي صديق: "ضعهم على حصان وانظر كيف سيفيدهم"، ظننتُ أنها نصيحة طريفة، لكنني كنتُ مستعدًا لتجربة أي شيء، واندهشتُ من التأثير الإيجابي للعلاج بالخيول. بدأ أطفالي ينامون طوال الليل، ولاحظتُ تغييرًا ملحوظًا، فجربتُ العلاج بنفسي، وانبهرتُ بفوائده. كنتُ أعلم أن هناك آخرين قد يستفيدون منه، فبدأتُ أبحث عن فرصة لأصبح معالجًا للخيول بنفسي.
بفضل مساعدة ISWI، تمكنت من الدراسة والحصول على الشهادات اللازمة لأصبح معالجًا للخيول. إنه لشرف عظيم أن أتمكن من كسب عيشي من خلال عمل أحبه وأؤمن به. ربما سأتمكن يومًا ما من امتلاك مزرعة خاصة بي للعلاج بالخيول، متخصصة في مساعدة النساء اللواتي تجاوزن حالات العنف. في هذه الأثناء، أشعر بالامتنان لأنني أستطيع تحمل كل الألم والمعاناة التي مررت بها، واستخدامها لمساعدة الآخرين على التعافي من معاناتهم.

الوقوف مع المؤمنين في إسرائيل
ماعوز إسرائيل تنشر حقيقة يسوع في كل أرجاء الأرض. تبرعك يُهيئ المؤمنين ويصل إلى الضالين - كن جزءًا من هذا العمل الأبدي اليوم.